الثلاثاء، 6 يونيو 2017

قبر الاسكندر الاكبر

عندما مات الاسكندر الاكبر فجاه في بابل عام 323 ق.م. كان من الطبيعي ان ينقضي زمنا علي استعدادات
 الجنازة وحيث تم تحنيط جثمانه علي غرار ماكان يحدث لاجساد الفراعنة كما وضعت مومياؤه داخل تابوت
 ذهبي تم وضع في عربه خاصة لنقله لبلاد اليونان ويذكر المؤرخ ديودر الصقلي ان هذه العربة كان تحمل
بداخلها محفة مموهة بالذهب ومزينة بالاحجار الكريمة وكان يجرها 64 بغلا يحلي رقبة كل منهم طوقا ذهبيا
وقد تردد انه قد ظهرت نبؤة تذكران المملكة التي تضم جثمان الاسكندر الاكبر سوف تحقق ازدهارا ولذا فقد
قام بطلميوس الاول بالاستيلاء علي الجثمان عند اقتراب موكب الجنازة من الحدود المصرية وقام بدفن الجثمان
 بمنف داخل مقبره مؤقته لحين انتهاء العمل بمقبرته بالاسكندرية في عهد ابنه بطلميوس الثاني والذي اقام
 بالقرب منها مقبرة كل من والديه بطلميوس الاول وبرنيكي الاولي كما قام بتاسيس عبادة للاسكندر وعين
كاهن للقيام بطقوس هذه العبادة .





ويذكر استرابون في الفقرة الثامنة من كتاب الجغرافيا في وصف الاسكندرية القديمة ان قبور الملوك

 ( يقصد البطالمة ) وقبر الاسكندر كانت جزءا من قصور البطالمة اي ان مقر مقبرة الاسكندر الاكبر
كان بالحي الملكي وتشير المصادر التاريخية الي ان مقبرة الاسكندر كانت عبارة عن ضريح او موسوليوم
 شيد باسلوب العمارة القديمة علي غرار مقابر ابائه واسلافه المقدونيين فقد كان مكون من جزئين جزء اعلي
سطح الارض وهو معبد لاقامه الطقوس والاخر بباطن الارض اسفله ويبدا بمدخل يؤدي لسلم يؤدي بدوره لفناء
 مربع ثم دهليز طويل ينتهي بالمقبرة اسفل سطح الارض وقد قام بطميوس الرابع فيلوباتور بجمع رفات اسلافه
 من ملوك اسرة البطالمة بجبانه ضمت مقبرة الاسكندر كما حفظت رفاته هو وزوجته الملكة ارسينوي داخل انية
 من فضة داخل هذه الجبانة وفيما يختص بموقع هذه الجبانة بالاسكندرية لان فقد ورد برواية اديب يدعي اخيل
تيتوس ترجع الي العصر الروماني وان هذه الجبانة توجد عند تقاطع شارعي المدينة الرئيسيين يتجه من القصر
 الملكي وحتي الميناء الواقع علي بحيرة مريوط وشارع كانوب (الطولي ) ويلاحظ انه توجد فترة زمنية بين رواية
 هذا الكاتب وما دونه سترابون (24 ق.م.) طرات خلالها تغييرات طبوغرافية بالمعالم المدينة حول هذه الجبان 


وموضعها بالتالي بين سائر معالم المدينة خلال هذا العصر وعليه فما زال من المنطقي للان ان نري في الاثر المشيد

من احجار الالباسترا الضخمة بمنطقة جبانه اللاتين منطقة للبحث عن هذه الجبانه الملكية وان هذا الاثر ربما يمثل
احد عناصر هذه الجبانة ومن المعروف ان ملوك البطالمة حتي بطلميوس الثاني عشر قد ظلوا يدفنون في هذه الجبانه
 وقد ذكر احد المؤرخين ان بطلميوس 11 ( 107 - 98 ق.م. ) قد استبدل تابوت الاسكندر الذهبي باخر زجاجي
( نعتقد انه كان من نوع نادر من حجر الالباستر الشفاف ) وقد سجلت حوليات التاريخ زيارات قيصر واباطرة روما
الاوائل لهذا القبر فقد زاره يوليوس قيصر ووقف مليا في جثمان الهائل المقدوني المسجي امامه . كما قام الامبراطور
 اوغسطس بزياره الجثمان ويبدو ان انبهاره بمثوله امام جثمان العاهل الذي سبقه بثلاث قرون للوجود قد دفعه لتحسس
 طرف انف الاسكندر فاوي ذلك الي سقوط هذا الجزء ثم قام بوضع اكليلا من الذهب علي راس الاسكندر ونثر عليه الورود .

كما قام الامبراطور كراكلا بزيارته والذي قام بخلع ردائه وحليه ووضعها اعلي مومياء الاسكندر كما يذكر التاريخ ان الامبراطور الروماني سبتيميوس سفيروس قد قام بوضع مجموعة من نفائس مكتبة الاسكندرية داخل مقبرة الاسكندر في واقعة غريبة مسبوقه وذلك للحيلولة دون حضور العلماء الرومان للحضور للاسكندرية و الاطلاع علي هذه النفائس . ونعتقد ان هذه المقبرة قد بدات في الاختفاء عن العيان بدءا من احداث التدمير التي لحقها الامبراطور الروماني اوريليان ( 270 - 275 ) عام 272 بالحي الملكي وقد ورد في نسخة من السنكسار اوسير القديسين انه عند ازالة الانقاض في مكان عرف باسم كوم الديماس وهو منطقة كوم الدكة الحالية عثر علي حجر عليه نقش من عند الاسكندر الاكبر .


كما ذكر المؤرخ المسعودي الذي زار المدينة في القرن العاشر انه قد شاهد اثرا بها يدعي قبر الاسكندر ويذكر رحالة يدعي ليو الافريقي زار الاسكندرية في القرن السادس عشر بانها كانت في حالة تدهور ولايوجد بها سوي شارع واحد طويل ومبني علي هيئة ضريح وسط اكواخ وخرائب به جثه الاسكندر الاكبر وكان موقع تبرك مسلمي المدينة . ويمكن بناء علي ما تقدم افتراض ان مقبرة الاسكندر توجد داخل الجبانه الملكية وانه مازالت اراء العلماء فيما يختص بموقع هذه المقبرة تتركز حول موقعين بالمدينة الاول هو بمنطقة مسجد النبي دانيال بالغرب ومنطقة جبانة اللاتين بالشرف من المدينة .


_______________________


احمد عبد الفتاح " دليل اثار الاسكندرية القديمة وضواحيها "


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق